قصص الحب <hr style="color: rgb(209, 209, 225);" size="1">
ترددت كثيراً قبل أن أكتب في مثل هذا الموضوع، ربما لأنها المواجهة الأولى
لي في هذا المضمار، والتي ستنطوي على شيء من الجرأة التي لم اعتدها من
قبل، ولكن تبقى كلمة الحق هي المسيطرة علي وإن اختلفت المواقف والمناسبات.
لأني سئمت - حقاً - من هذه المواهب التي انصبت في جانب واحد، كتّاب
وكاتبات صغار في السن ولكن ما وراء كتاباتهم رسائل غريبة تدعو إلى مخالفة
الدين والخلق.
جميعهم يخوضون في البحر نفسه، بحر الحب اللامتناهي، وكأن الحب الآن هو
قضيتنا الأولى والأخيرة في هذا العالم فمن وجد لنفسه ثغرة في هذا العالم
دخل بقصة هزيلة مملوءة باللقاءات العجيبة والحوارات المتدنية التي لا تخلو
من النظرات والهمسات والدموع.
حكم علينا – نحن العرب – أن لا تخلو قصة أو رواية أو مسلسل أو مسرحية من
وجود بطل أو بطلة تنتهي معهما نهاية القصة بطرحة الزفاف وكأن لعنة ( قيس
وليلى ) ملاصقة لكل لحظاتنا كلعنة إسرائيل التي طالت كل حياتنا ليأتي
اليوم الذي سيجلس فيه شارون مع العربي المسلم يشرب شيشة في المقاهي
العربية !!!!!
ولكي لا أكون مجحفة في رأيي قمت – قبل أن أكتب هذه الكلمات – بزيارات
خاطفة لبعض المنتديات العربية التي يسكنها قطاع كبير من الشباب، وأركز في
بحثي على القسم الخاص بالقصص والروايات علي أجد بينها ما يسد الرمق بعيداً
عن اللقاءات الغرامية المقيتة، فوجدت أغلب كتابها من المراهقين والمراهقات
الذين يصيغون أحلامهم في قصص لا تخلو من الصدف المحبوكة، والأعجب من كل
ذلك أن هؤلاء يكتبون قصصهم هذه على حلقات تجذب المتابعين لها ، وذكرت لي
إحدى الأخوات أن احد المنتديات المشهورة قام بكتابة قصة طويلة على مدى شهر
رمضان المبارك وحكم على جميع المتابعين أن ينتظرون كاتبها بعد صلاة
التراويح حتى يقوم بإنزال الجزء الخاص بتلك الليلة حيث احتوت قصته على 30
حلقة!!! فأي شيء جناه هؤلاء سوى تضييع هذه الأوقات المباركة في أحلام
زائفة وأفكار هي أبعد ما تكون عن ديننا الإسلامي؟
الحب... كلمة أشفق عليها حقاً لأنها شنقت على موائد المسلسلات التلفزيونية
وبأيدي كتاب الكلمة الذين رسموا لها عوالم صافية وألوان براقة في الوقت
الذي لا يتمنون فيه أن تكون إحدى بناتهم بطلة لقصة سطروها للناس.
سؤال صريح وجهه أحد الأخوة لآخر يعشق بل ويستميت في كتابة القصص الغرامية
باللهجة المحلية - التي لا تخلو من أسماء ( شموه، عويش ، ميثاني
ومريوم...... وآخرها قصة فتاة وشاب بدأت علاقاتهما عبر لوحة مفاتيح
الكمبيوتر، وانتهت بواقع أليم عانى فيه المحبان صدمة الواقع والمجتمع. هل
فعلاً تتمنى أن تعيش مثل هذه المشاعر مع فتاة تلتقيها على مواعيد
إلكترونية لتتحدثان عن الحب والغرام والشوق والهيام.........
نفس السؤال ولكن بصيغة أخرى.. هل تتمنى فعلاً أن تكون طارق أو وليد أو
جاسم وأن تسنح لك الأيام لحدوث مثل هذه الصدف عبر عالم الانترنت عسى أن
تلقى فتاة أحلامك؟؟؟
الإجابة إن كانت بالإيجاب فأنت شخص يخدع نفسه.. فحياة بلا أساس سليم هي
كالطير الذي تتقاذفه العواصف في كل ناحية وإن كانت بالنفي، فكف قلمك عما
يفسد الناس.
وكل ما سبق في واد وما يتجاوز به بعض مشرفي المنتديات في واد آخر،
فالبداية حوار بريء مع مشرفة أحد أقسام المنتدى حول بابها الذي تشرف
عليه.. وهي بداية معتادة( !!! ) ثم تتزايد الرسائل يوماً بعد يوم حتى تصبح
في اليوم الواحد عدة رسائل والحجة انه حوار بريء يهدف إلى التطوير
والإبداع !!!
وتتعدد مشكلات القسم ليتواصل الطرفان عبر الماسنجر ومن ثم الهاتف فتتحول النوايا الطيبة إلى أخرى نحت بنفسها إلى الحرام باسم الحب!!
المشكلة - يا أعزائي - ليست في الحب نفسه، ولكن المشكلة الحقيقية في الطريقة التي نتخذها للوصول إلى هذه المشاعر.. لاحظ معي:
- هل مر عليك مسلسل اجتماعي أو تاريخي دون أن يحشر كاتبه في أحداثه قصة حب غرامية مغرقة باللقاءات المشوبة بالخلوة المحرمة ؟
- لماذا نحبس أنفاسنا ونحن نرى الفتاة تتسلل من بيت أهلها لمقابلة حبييها
ونتمنى أن تتسهل مهمتها في الخروج دون أن يشعر من في المنزل بخروجها ؟
- لماذا تركز كاميرات المصورين وهو يصورون الحلقات التلفزيونية على لغة العيون وعلى الهمس ونغمة الصوت في هذه اللقطات بالذات؟
- لماذا سيطر على الشباب الآن فكرة أن الحب الحقيقي هو الذي يسبق الزواج؟
- ولماذا لا أتمنى أن تقرأ أختي المراهقة مثل هذه القصص العاطفية كما يقولون وكذبوا فيما ادعوا؟
ولأجبكم عن السؤال الأخير بما أني قد وجهته لنفسي، لا أتمنى حقاً لأي فتاة
أن تقرأ مثل هذه القصص على الرغم من كثرتها الغريبة على الساحة
الالكترونية حتى لا تخدع بأفكار مدسوسة تدفعها لتصديق أي كلمة أو عبارة
تصدر من أي شخص بقصد أو بدون قصد، ولأني أرى أن مشاعر أي فتاة أثمن بكثير
من تهدر أمام أول كلمة رقيقة توجه لها، هذا رد أحد التساؤلات وتبقى بقية
التساؤلات لكم .....
موضوع: من قصص الحب الواقعيه 