الحل الصحيح

تململ (كمال) في كرسيه وزفر بصوت عال.
كان النهار قد بلغ منتصفه ولم يأت أي عميل لورشة السيارات التي يعمل بها ولذلك فقد مضى اليوم بطيئا مملا مما ضاعف من الضغط على أعصابه.
فقد كان كمال ينتظر الليل بشغف ويرغب في نفس الوقت ألا يأتي هذا الليل.
لقد اتخذ قراره بالرغم من علمه بالعواقب التي يسببها هذا القرار.
فالليلة-ولأول مرة في حياته-سوف يدخن البانجو.
لقد تردد كثيرا في السابق على الرغم من إلحاح صديقه (حسن)عليه إلا أنه لم يكن يلقي لإلحاحه بالا، فهو يعلم جيدا عواقب ومضار تدخين المخدرات.
إلا أن الأمر الآن يختلف.
فقد فسخ خطبته البارحة فقط.
فسخها لتعنت أم العروس المادي وإصرارها على وضعه أمام مفترق طرق.
كانت تحمله مالا يطيق.
ولذلك فقد فسخ خطوبته على الرغم من إعجابه بخطيبته-السابقة- وميله لها.
واليوم عاد (حسن) للإلحاح عليه .
وقد راقب نفسه وهو يقبل بسهولة وكأنما ينبعث الكلام من شخص آخر غيره.
ساعتها شاهد ابتسامة (حسن) التي بدت وكأنما امتزج فيها الفرح بالسخرية بالإنتصار.
وأحس بنشوته -نشوة (حسن)- وهو يضرب له موعدا هذه الليلة.
ولم يهتم.
فقد قرر استعمال المخدرات لنسيان ما هو فيه والخروج من الأزمة.
هذا هو الحل الوحيد أمامه.
نعم هو الحل الوحيد.
أفاق من شرود على مرأى شاب يلصق ملصقا على عامود النور.
وخمن حسن أنه ملصق دعائي لمنتج ما.
ثم وجد الشاب يتجه ناحيته ويسلم عليه، فرد حسن السلام.
-الشاب:هل من الممكن أن تتكرم وتوافق على أن أعلق هذا الملصق بجانب مدخل الورشة؟
-حسن:وعلى ماذا يحتوي هذا الملصق؟
الشاب:إنه ملصق حملة "حماية" لتشجيع علاج إدمان المخدرات.
واسترسل الشاب يحكي له عن الحملة وعن أضرار المخدرات.
وكأنما كان كلام الشاب دلو من الماء انسكب على رأس حسن.
فلم يكن كلاما يجهله فهو يعلم جيدا أضرار المخدرات.
وسئل نفسه كيف يكون المخرج من مشاكله هو بإضافة مشكلة جديدة.
وأين ذهب تدينه وخوفه من الله.
لقد كان مندفعا في الأمر وكأنما لا حول له ولا قوة.
ولكن لا.
لن يضيع نفسه وشبابه ودينه.
لن يسمح لحسن بإفساد دينه ودنياه
ووجد نفسه يقاطع الشاب بحرارة.
-بالتأكيد يمكنك أن تلصقه.
ثم أردف سائلا بحرارة أكبر:هل يمنك أن تدلني على كيفية الحصول على ملصقات مثل هذه لألصقها أنا أيضا؟
وبينما يجيبه الشاب أدرك (كمال) أن هذا هو الحل للخروج من مشاكله.
الحل الصحيح.
------------------------------------------------------
أتمنى أن تعجبكم